Tuesday, 14 May 2024
Breaking News

خصائص حركة الجمعية المحمدية

من خلال النظرة الشاملة في تاريخ نشأة الجمعية المحمدية وتطورها منذ بداية التأسيس ، والتأمل فيما لديها من عوامل التأسيس والتطلعات والدوافع والأهداف والمشاريع الخيرية والحركات تتجلى بوضوح خصائص معينة تصبح مميزات لهوية الجمعية . وتكون هذه الخصائص واضحة جلية لمن يلاحظها ، وهي على النحو التالي :

1.أنها حركة إسلامية

2.أنها حركة دعوية إسلامية (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ))

3.أنها حركة تجديدية

 

(‌أ)           الجمعية المحمدية حركة إسلامية

 

وقد تقدم في الباب السابق أن الجمعية المحمدية التي أسسها الشيخ الحاج أحمد دحلان كانت نتيجة ملموسة من دراسة عميقة للقرآن الكريم . وهي في الحقيقة عامل أساسي لتأسيس الجمعية في حين تعتبرعوامل أخرى ثانوية . بما لدى الشيخ من كفاية من الفهم والاستيعاب عند كل دراسة للآيات القرآنية وخاصة عند دراسة سورة آل عمران : 104 قام بعمل مثمر وهو تأسيس الجمعية المحمدية . وتطورت هذه الدراسة حيث توصلت إلى نتيجة سماها الشيخ الحاج رادين هاجد (( تعاليم الشيخ الحاج أحمد دحلان : 17 مجموعة من الآيات القرآنية )) والتي ترسمت فيها بوضوح أصول روح الجمعية المحمدية ونفسها ومعنويتها في عبادة الله سبحانه وتعالى .

من خلفية تأسيس الجمعية المحمدية - على النحو الوارد أعلاه - تبين أن الجمعية إنما تأسست بدافع من تعاليم القرآن وإرشاد منها . ولذا لا غرض من وراء جميع حركاتها إلا تحقيق مبادئ تعاليم الإسلام . فكل تصرفات الجمعية في مجال التربية والتعليم والمجالات الاجتماعية والعائلية والاقتصادية وغيرها من المجالات لا تنفصل عن جهودها لتحقيق تعاليم الإسلام وتنفيذها . وبالتأكيد فإن الجمعية المحمدية تسعى لإظهار الاسلام على حقيقته الواقعية الملموسة والتي تعيش وتتمتع بها الأمة باعتباره دين الرحمة للعالمين .

 

(‌ب)    الجمعية المحمدية حركة دعوية إسلامية

 

ثاني خصائص حركة الجمعية المحمدية أنها اشتهرت بكونها حركة دعوية إسلامية . وظهرت هذه الخصيصة منذ تأسيس الجمعية وتظل جزءا لا يتجزأ من هويتها . كما سبق بيانه - في الباب السابق - أن العامل الأساسي لتأسيس الجمعية مستمد من دراسة عميقة قام بها الشيخ الحاج أحمد دحلان للآيات القرآنية وخاصة الآية 104 من سورة آل عمران . وبناء على هذه الآية وضعت الجمعية خطتها المبدئية لسعيها وهي الدعوة الإسلامية (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) كما اتخذت المجتمع ميدانا لدعوتها . وقد لعبت حركة الجمعية المحمدية دورها في خضم شعب إندونيسيا حيث قامت بعديد من المشاريع الخيرية التي تمس حاجات معظم البشر من بناء مؤسسات تعليمية من بساتين الأطفال إلى الجامعات ، وعديد من المستشفيات ودور الأيتام وغيرها . وتلك المشاريع الخيرية كلها مظهر من مظاهر الدعوة الاسلامية وأسست بعزم وهدف واحد وهو أن تكون وسيلة وأداة للدعوة .

 

(‌ج)     الجمعية المحمدية حركة تجديدية

 

الخصيصة الثالثة المتصلة بالجمعية المحمدية هي كونها حركة تجديدية أو حركة إصلاحية . وقد وضعت الجمعية نفسها منذ البداية لتكون إحدى منظمات تسعى لنشر التعاليم الإسلامية كما وردت في كتاب الله وسنة رسوله ، ولتطهير الأمة من الأعمال المنحرفة عن التعاليم الإسلامية من خرافات وشرك وبدع عن طريق الدعوة . ولما كانت الجمعية سلسلة من سلاسل حركة التجديد التي بدأها شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه بالطبع أن يكون بينهما تناسب فكري في محاربة انحرافات من شرك وخرافات وبدع وتقاليد حيث أن هذه الأمور كلها بمثابة طفيليات تضر العقيدة والعبادة .

ومفهوم التجديد عند الجمعية المحمدية لا يقتصر على تصفية تعاليم الإسلام وتنقيتها عن الشوائب الملتصقة عليها فحسب ، بل يتعدى ذلك إلى جهود الجمعية في تجديد كيفية تطبيق الإسلام في الحياة الاجتماعية ، كتجديد طريقة التربية والتعليم ، ومساعدة الفقراء والأيتام ، وإدارة زكاة الفطر والأموال ، وإدارة المستشفيات والعيدين والأضحية ، وغيرها .

وتمييزا بين المعنيين ، عبرت كلمة التجديد بمعناها تصفية تعاليم الإسلام وتنقيتها بلفظ التصفية (PURIFICATION) ، وكلمة التجديد بمعناها تجديد كيفية تطبيق الإسلام في الحياة الاجتماعية بلفظ الإصلاح (REFORMATION) . ويمكن القول بالنسبة إلى هذه الخصيصة - الجمعية المحمدية حركة تجديدية - بأن الجمعية المحمدية هي حركة التصفية والإصلاح . [ta]

Menu Terkait